الثلاثاء، 29 يونيو 2010

التوسل والوسيلة والبركة والتبرك والزيارة والاستغاثة والنداء


]] التوسل والوسيلة والبركة والتبرك والزيارة والاستغاثة والنداء [[
==========
اولا : التوسل والوسيلة
======
التوسل والوسيلة في القران الكريم
------------
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
( المائدة -- 35 )

بسم الله الرحمن الرحيم

أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا.. ( المائدة – 57 )

------

التوسل بالرسول الكريم قبل ولادته
-----------------------
توسل سيدنا ادم عليه السلام برسول الله صلى الله عليه واله وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
" فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ( سورة البقرة : اية 37)

مستدرك الحاكم > كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء و المرسلين > و من كتاب آيات رسول الله صلى الله عليه و سلم التي هي دلائل ا
حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري ، ثنا إسماعيل بن مسلمة ، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله : يا آدم و كيف عرفت محمداً و لم أخلقه ؟ قال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك و نفخت في من روحك و رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلى أحب الخلق . فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك و لولا محمد ما خلقتك .).

وقال: صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب.
.. ورواه البيهقي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق" - عن أبي عبد الله الحافظ
ورواه من نفس الطريق الطبراني في "المعجم الصغير"
المعجم الصغير > باب الميم > من اسمه محمد
حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي المصري ، حدثنا أحمد بن سعيد المدني الفهري ، حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني ، عن عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لما أذنب آدم صلى الله عليه وسلم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ، فأوحى الله تعالى إليه وما محمد ومن محمد ؟ فقال : تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله عز وجل إليه : يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ، ولولاه يا آدم ما خلقتك " .).

ورواه أبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" - من نفس الطريق أيضاً 0
عن عبد الله ابن إسماعيل بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن زيد به،
ثم رواه الآجري من طريق آخر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال: اللهم أسألك بحق محمد عليك.. الحديث نحوه مختصراً،
وأورد صاحب كنز العمال طريقاً آخر فقال:

عن علي رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {فتلقى آدم من ربه كلمات} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة وإبليس بميسان، والحية بأصبهان، وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته، حتى بعث الله تعالى إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن، قال فعليك بهذه الكلمات، فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك، لا إله إلا أنت، عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.
ثم قال: رواه (الديلمي)
وأورد صاحب اللآلئ المصنوعة طريقاً آخر فقال: قال الدارقطني: حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار حدثنا حسين الأشقر حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فقال: قال سأل بحق محمد وعلي وفاطمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
" وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ " ( سورة البقرة : اية 89 )

مستدرك الحاكم > كتاب التفسير > من سورة البقرة
أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ محمد بن أيوب ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : : ( كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود خيبر فعاذت اليهود بهذا الدعاء : اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان ألا نصرتنا عليهم قال : فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم كفروا به فأنزل الله و قد كانوا يستفتحون بك يا محمد على الكافرين 0
.........
توسل الرسول الكريم بنفسه وبالانبياء السابقين عليهم الصلام اجمعين
--------------------------------------------


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (لما ماتت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها وكانت ربت النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها وقال رحمك الله يا أمي بعد أمي وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببرده وأمره بحفر قبرها قال فلما بلغوا اللحد حفره صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ثم قال: الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين). وروى ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه مثل ذلك وكذا روى مثــله ابن عبدالبر، عن ابن عباس رضي الله عنهما، ورواه أبونعيم في الحلية عن أنس رضي الله عنه، رواه الطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان والحاكم ، ذكر ذلك كله الحافظ السيوطي في الجامع الكبير،

روى ابن ماجه بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج أشرا ولا رياء ولا سمعة خرجت ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك أسألك أن تعيذني من النار وأن تدخلني الجنة) ورواه الحافظ أبو نعيم في عمل اليوم والليلة من حديث أبي سعيد بلفظ (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال (اللهم) إلى آخر ما تقدم من رواية ابن السني)، ورواه البيهقي في كتاب الدعوات من حديث أبي سعيد أيضاً ومحل الاستدلال، قوله (بحق السائلين عليك)، فهذا توسل صدر منه صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يقولوه ولم يزل السلف من التابعين وأتباعهم ومن بعدهم يستعملون هذا الدعاء عند خروجهم إلى الصلاة ولم ينكر عليهم أحد في الدعاء به.
...........
تشريع الرسول الكريم لأمته التوسل
----------------
- أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبى صلى الله عليه و سلم، فقال: ادع الله أن يعافينى. قال: إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخرت ذاك، فهو خير، (وفى رواية: وإن شئت صبرت فهو خير لك)، فقال: ادعه. فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، فيصلى ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إنى أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه، فتقضى لى، اللهم فشفعه فى (وشفعنى فيه). قال: ففعل الرجل، فبرأ .

- أخرج البيهقى فى" الدلائل"من رواية مسلم الملائى عن أنس قال"جاء رجل أعرابى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صبى يغط. ثم أنشده شعرا يقول فيه: وليس لنـا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فقال " اللهم اسقنا " الحديث وفيه"ثم قال صلى الله عليه وسلم: لو كان أبو طالب حيا لقرت عيناه. من ينشدنا قوله؟ فقام على بن ابي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، كأنك أردت قوله"وأبيض يستسقى الغمام بوجهه"الأبيات، 0 ( فتح الباري في شرح البخاري باب الجمعة )
.........
توسل الصحابة بالرسول الكريم بعد انتقاله للرفيق الاعلى
-------------------------------

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِى قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ فَيُسْقَوْنَ 0 فقال العباس رضي الله عنه
"اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بى إليك لمكانى من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث. فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس" 0
ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة، وفيه فضل العباس وفضل عمر لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه. ( فتح الباري في شرح البخاري كتاب الجمعة )
انظر الى قول الفاروق عمر رضي الله " عم نبيك " ولم يقل العباس لمعرفته رضي الله عنه بالتوسل بالرسول الكريم وبعترته الطيبة المباركة 0
-------

حديث مالك الدار ( بيت المال ) / او خازن الدار ( بيت المال ) عام الفتق
------------

- روى البيهقي بإسْنادٍ صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أصاب الناس قحط (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زمان عمر (أي في خِلافَتِه) فجاء رجل (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقيل له: أقرىء عمر السلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخبره أنَّهُم يسقون،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكيس الكيس .فأتى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فبكى عمر وقَالَ: يا رب مَا ءالوا إلا ما عجزت.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي رضي الله عنه فهذَا الصحابي قد قصد قبر الرسول الكريم للتبرك والتوسل والنداء على رسول الله فَلَم ينكر علَيهِ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا غَيْرُهُ من الصحابة 0 الحديث صححه الحافظ ابن حجر

معنى ما جاء في الحديث:" : أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ" ؟

أي سلّم لي عليه وأخْبِرْهُ أنَّهُم سَيأْتيْهِم المَطَرُ، ثم سَقَاهُم الله تعالى حتَّى سُمِّيَ ذلكَ العامُ عام الفتق مِنْ شِدَّةِ ما ظهَرَ منَ الأعْشَابِ وسَمِنَتِ المواشِي حتّى تَفتَّقَتْ بالشَّحْمِ.

معنى قول الرسول :"عليك الكيس الكيس" ؟

أي عَليكَ بالاجْتِهادِ بالسَّعْي في خِدْمَةِ الأُمَّةِ.
ما الرد على قول بعض المنكرين"إن مالك الدار مجهول" ؟

قول بعض المنكرين إن مالك الدار مجهول يرده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يتخذ خازن لبيت المال إلا خازنا ثقة 0



- أَخْرجَ الطَّبرانيُّ في مُعْجَمَيهِ الكَبِيرِ والصَّغيرِ عَن عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ أنَّ رَجُلاً كانَ يَخْتلِفُ ـ أي يتَردَّدُ ـ إلى عثمانَ بنِ عَفّانَ، فكَانَ عُثْمانُ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ولا يَنْظُرُ في حَاجَتِه، فَلقِي عثمان بن حنيف فشكى إليه ذلك، فقَالَ: ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، ثم رح حتى أروح معك. فانطلق الرجل ففعل ما قال، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب فأخذ بيده فأَدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على طنفسته ـ أي سجادته ـ فقال: ما حاجتك؟ فذكر له حَاجَتَهُ، فقَضى لَهُ حاجَتَهُ وقَالَ: مَا ذَكَرْتُ حاجتك حتّى كانت هذه الساعة، ثُمّ خَرجَ مِنْ عِنْده فلَقِيَ عثمان بن حنيف فَقالَ: جزاك الله خَيْرًا، مَا كانَ يَنْظُر في حَاجَتي ولا يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقالَ عثمان بن حنيف: والله ما كَلّمْتُهُ ولكِنْ شَهِدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره، فَقالَ: إن شئت صبرت وإنْ شئت دعوت لكَ، قالَ: يا رسول الله إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثمّ قل هؤلاء الكلمات، ففعل الرجل ما قال، فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط قالَ الطبراني في "معجمه": والحديث صحيح، والطبراني من عَادَتِهِ أنَّهُ لا يُصَحّحُ حَديثًا معَ اتّسَاع كِتابِه المعجَمِ الكَبيرِ، ما قالَ عن حدِيثٍ أوْردَهُ ولو كَانَ صَحِيْحًا: الحَدِيثُ صَحِيْحٌ، إلا عن هَذَا الحَدِيْثِ، وكذلكَ أخرجه في الصغيرِ وصححهُ 0


- ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن أبي عبد الله المحاملي أنه قالَ: "أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة، ما قصده مهموم إلا فرج الله همه".

- ورُويَ عن الشافعي رضي الله عنه أنه كان يقول: "إني لأتبرك بأبي حنيفة رضي الله عنه وأجيء إلى قبره في كل يوم ـ يعني زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى".

- وكذلك هذا المقالَ بقول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حج فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا: "يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله" ذكره القاضي عياض في كتاب الشفا.

وقال الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان عن التوسل بالرسول في قصيدته المشهورة يا سيد السادات :

و بحق جاهك انني بك مغرم .... و الله يعلم أنني أهواكا
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ .... كلا و لا خلق الورى لولاكا

أنت الذي من نورك البدر اكتسى .... و الشمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الذي لما رفعت الى السما .... بك قد سمت و تزينت لسراكا

انت الذى نا داك ربك مرحبا .... ولقد دعاك لقربه وحبا كا
أنت الذى فينا سالت شفاعة .... ناداك ربك لم تكن لسواكا

أنت الذى لما توسل آدم .... من زلة بك فاز وهو أباكا
وبك الخليل دعا فعادت ناره .... بردا وقد خمدت بنور سناكا
.....

---------------

بعضا من
العلماء والفقهاء والحفاظ والمحدثين المتوسلين بالرسول الكريم وبالصالحين
===================

1 - الأئمــــة الأربعـــــة الأعــــــــــلام رضي الله عنهم أجمعين

- الإمام الاعظم أبو حنيفة النعمان :

قـــال فى نصيحة لأبى يوسف " وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبى صلى الله عليه وســلم فى المساجد والمقابر " - الطبقات السنية فى تراجم الحنفية . وقال رضي الله عنه في قصيدته المشهورة يا سيد السادات " يا أكرم الثقلين يا كنز الغنى - جد لي بجودك و ارضني برضاكا - أنا طامع بالجود منك و لم يكن - لأبي حنيفة في الأنام سواكا 0 "

- الإمام مالك بن أنس :

قال فى قصة المناظرة بينه وبين أبى جعفر المنصور : " ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك وسيلة أبيـك آدم عليـه السلام إلى الله تعالى" – كتاب الشفـا بتعريف حقـوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض ( 2 / 41 ( .
وقد ناقشن علماء اهل السنة والجماعة ابن تيمية فى ادعائه أن هذه القصة باطلة ، وأبسط دليل على خطأ كلام ابن تيمية أنه لم يخرج أحد من أصــحاب الإمام مالك او من غيرهم من علماء اهل السنة وقال هذه القصة ضعيفة حتى ميلاد ابن تيمية .
وقد فضل الإمام مالك المدينة على مكة بسبب وجود قبر النبى صلى الله عليه وسلم فيها 0




- الإمام الشافعى :

قال " إنى لأتبرك بأبى حنيفة وإذا عرضت لى حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبـره وسألــت الله تعالـى الحاجــة عنــده فما تبعــد عنى حتـى تقضى " – تاريخ بغداد ( 1 / 123 ) .
وقد طعن ابن تيمية فى هذه القصة . ولكن لم يذكر سبب الطعن ، ومن الممكن لأى إنسان أن يدعى أى إدعاء ، فأين دليل ابن تيمية ؟ ثم أن الشافعية والحنفية قبل ابن تيمية بمئات السنين يروون هذه التوسلات بلا نكير ويعدونها من مناقب الإمـام الشـافعى والإمام أبى حـنيفة رضي الله عنهم 0


- الامام أحمد بن حنبل :

ورد بما لا مطعن فيه - وابن تيمية مقر بصحته - أن الإمام أحمد بن حنبل قال فى منسكه الذى كتبه للمروذى " أن فى الاستسقاء يتوسـل بالنبى صلى الله عليه وسلم " . وكافة علماء الحنابلة يذكرون كلام الامام أحمد بن حنبل فى باب الاستسقاء .


-----------


أسماء بعض المتوسلين من مشهورى الفقهاء ممن لهم نص صريح فى التوسل

نذكرهم على الإجماع
===========

- من علماء الشافعية :

القاضى الماوردى والقاضى أبو الطيب وأبو حامد الغزالى والعز بن عبد السلام وتقى الدين بن دقيق العيد والمحب الطبرى وابن الرفعة والرافعى والقزوينى والقونوى وابن الزملكانى وتقى الدين السبكى والبارزى وابن الملقن وابن قاضى شهبه والعز بن جماعة والجلال القزوينى وتقى الدين الحصنى والتفتازانى والشريف الجرجانى وزكريا الأنصارى وابن حجر الهيتمى .

ومن علماء المالكية :

القاضى عياض وابن أبى جمرة وابن عطاء الله السكندرى وابن الحاج والعلامة خليل وابن الخطيب وأبو الحسن المالكى وابن جزى وابن عاشر المالكى وابن ميارة المالكى .

ومن علماء الحنفية :

أبو إسحاق الخجندى الكازرونى و أبو منصور الكرمانى الحنفى والكمال بن الهمام وابن أبى الوفاء القرشى الحنفى والخــرشى وابن عابدين وأبو الإخلاص الشرنبلالى وملا على القارى وعبد الغنى الدهلوى والطحطاوى ومحمد عميم الإحسان المجددى البركتى .

ومن علماء الحنابلة :

ابن عقيل وعبد القادر الجيلانى وابن قدامة المقدسى الحنبلى وأبو عبد الله السامرى الحنبلى وابن مفلح الحنبلى والبهوتى والشوكانى وصديق حسن خان .
------------

-

-

- بيان أسماء بعض الفقهاء المتوسلين بالنبى صلى الله عليه وسلم على الترتيب الأبجدي
-------------------------------

- أبو إسحاق الخجندى الكازرونى ( حنفى ) : كان من شعره " خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " – التحفة اللطيفة ( 1 / 83) .
- أبو الإخلاص الشرنبلالى ( حنفى ) : توسل بقوله " جئنا كما نتوسـل بكما إلـى سيدنا رسـول الله " – نور الإيضاح ( 156 / 1 ) .
- أبو الحسن المالكى : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " – كفاية الطالب
( 2 / 678 ) .
- أبو حامد الغزالى ( شافعى ) : توسل بقوله " وقصدنا نبيـك مستشفعـين به وحقه عليك " - إحياء علوم الدين ( 1 / 260 ) .
- أبو عبد الله السامرى الحنبلى : ذُكر فيمن يقول بأن الزائر يقول لرسـول الله صلى الله عليه وسلم " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " ( شفاء السقام …).
- ابن أبى الوفاء القرشى الحنفى : توسل بقوله " بجـاه رسول الله ".

طبقات الحنفية ( 1 / 353 ) .
----------


بعض اسماء الائمة والحفاظ المتوسلين
بالرسول الكريم وبالصالحين ولهم نص صريح بالتوسل
----------------------------


على الترتيب الأبجدي

- الحافظ إبراهيم الحربى : توسل بقوله " قـبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب" – تاريخ بغـداد ( 1 / 122 ) .
– الحافظ أبو الربيع بن سالم : توسل بقبر محمد بن عبيد الله الحجرى ( التكملة ( 2 /281 ) لكتاب الصلة ) – الذهبى فى سير أعلام النبلاء (21 / 251 -253)
- الحافظ أبو الشيخ الأصبهانى : توسل بقوله " والشكوى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجوع " – سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) .
- الحافظ أبو الطيب المكــى الفاسى : توســل بقوله " بمحمد ســـيد المرسلين "

ذيل التقييد ( 1 / 69 ) .
- الحافظ أبو المحاسن بن حمزة الحسينى الدمشقى : توسل بقوله " بجاه المصطفى " ذيل تذكرة الحفاظ ( 1 / 315 ) .
- الحافظ أبو زرعة الرازى : كان يقـول لعلى الرضا " حدثنا بحق آبائك " 0
- الحافظ أبو عبد الله الصفار الإسفرائينى : أخـذ عنه الحاكم توسل كثير من الصالحين 0
- المحدث أبو على الخلال : قـال " فقصدت قـبر موسى بن جعفر فتوسلت به "
تاريخ بغـداد ( 1 / 120 ) .
- الحافظ أبو زرعة العراقى : أتى النبى أمام قـبره وقال " أنا جائـع "
المنتظم لابن الجوزى ( 9 / 74 ، 75)

- الحافظ ابن أبى الدنيا : توسل بقوله " بحق النبى " قرى الضيف ( 5 / 225 ).
- الحافظ ابن أسلم الطوسى : كان يقول لعلى الرضا " حدثنـا بحق آبائك " .

- الحافظ ابن الأبار : توسل بقوله " يا شافع البرية أن تشفع فيها لبارئ النسم " الحلة السيراء ( 2 / 284 ) .
- الحافظ ابن الجزرى : قال بالتوسل فى كتابه ( عده الحصن الحصين – باب فضل آداب الدعاء ) .
- الحافظ ابن الجوزى : توسل بقوله " بحق محمد صلى الله عليه وسلم "
زاد المسير ( 4 / 253 ) .
- الحافظ ابن القيسرانى : توسـل بقولـه " توسلـوا بـه إلى الله "
تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .
- الحافظ ابن المقرئ الأصبهانى : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من
الجوع - مروية فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 400) .
- الحافظ ابن حبان : كان إذا أهمه أمر قصد قبر الإمام على الرضا فينكشف همه ،
قال : " وقد جربته مرارا " الثقات ( 8 / 457 ).

- الحافظ ابن حجر العسقلانى : وله كلام كثيرفي التوسل فى فتح البارى وغيره .
-
- الحافظ ابن طولون : استشهد بكلام الحافظ العلائى شيخ حافظ العراقى فى
المسائل التى شذ بها ابن تيمية فى الأصول والفروع ومنها التوسل ( ذخائر القصر – مخطوط بالخزانة التيمورية بالقاهرة) .
- الحافظ ابن عساكر : كتب فى أربعينياته " يا محمد إنى أتوجـه بك إلـى ربى "
وكتبــه عامـرة بالتوسـل ، وذكــره مناقب جعفر الصـادق بقوله فيـه " وبالنبى
متوسلا " وذكر عن أحد الصالحين أن قـبره يتبرك به . تاريخ دمشـق ( 6 / 443).
-
- الحافظ ابن فهد : سأل الحافظ العراقى ما شذ به ابن تيمية فى التوسل والزيارة .
كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية .
- الحافظ ابن كثــير : توســل بقولــه " بمحمــد وآلــه " - البدايـة والنهايـة ( 13 / 192 ) .
-
- الحافظ الإمام أحمد : قال فى منسكه الذى كتبه للمـروذى : إنه يتوسـل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه – حتى ابن تيمية نقله .
-
– الحافظ البيهقى : روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( 11 / 211 ) من مناقب أحمد بن حرب " استجابة الدعاء إذا توسل الداعى بقبره " . 0
-
- الحافظ الحاكم : من روى تعظيم ابن خزيمة لقبر على الرضا وتوسل شيوخه بقبر يحيى بن يحيى وقد ذكره العلماء كثيرا .
-
- الحافظ الخطيب البغدادى : توسل بقوله " بحق محمد " . الجامع لأخلاق الراوى والسامع ( 2 / 261 ) .
- الحافظ الدارمى : باب ما أكرم الله به نبيه – سنن الدارمى .
-
- الحافظ السخاوى : توسل بقوله " ووسيلتنا وسندنا "فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقى ( 4 / 410 ) .
-
- الحافظ السلفى : له توسل فى معجم السفر .
-
- الحافظ السيوطى : توسل بقوله " بمحمد وآله " الإتقان ( 2 / 502 ) وكتبه طافحة بالتوسل .
-
- الحافظ الطبرانى : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) - كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم .
-
- الحافظ العلجونى : توسل بقوله " وبخير خلقك لم أزل متوسلاً " كشــف الخفاء ( 2 / 55) .
-
- الحافظ العلائى : ألف كتاب فى الرد على ابن تيمية فى موضوع التوسل والزيارة 0
-
- الحافظ القضاعى : توســل بقوله " توسلوا به إلى الله " التكملة لكتاب الصلة ( 2/ 281)
-
- المحدث الكلاباذى : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " التعرف لمذهب أهل التصوف ( 1 / 21 ). 0
-
- - الحافظ الكلاعى : صاحب كتاب مصباح الظلام فى المستغيثين بخير الأنام فى اليقظة والمنام – كشف الظنون ( 2 / 1706 ) .
-
- الحافظ الكنوى أبو الحسنات : توسل بقوله " متوسلاً بنبيه " الرفع والتكميل فى الجرح والتعديل (ص : 27 ) .
-
- الحافظ اللالكائى : ذكر حمزة الهاشمى " أنا من ذلك الذى استسقـى بشيبته عمر"
وما زال يردد ويتوسل بهذه الوسيلة .
-
- الحافظ المحاملى : يأتى قبر معروف الكرخى ويتوســـل به مـروية فى تاريخ بغداد ( 1 / 123 ) .
-
- الحافظ المروذى : وهو صاحب أحمد الذى سبق ذكره فى التوسل بالنبى فى منسك أحمد بن حنبل .
-
- الحافظ المناوى : ذكر أن ابن تيمية أصبح بين أهل الإسلام مثلة لإنكاره التوسل والاستغاثة .
-
- الحافظ المنذرى : له رسالة تسمى " زوال الظمأ فى ذكر من استغاث برسول الله
صلى الله عليه وسلم من الشدة والعمى " ذكرهــا صاحــب هدية العارفين ( 5 / 586 ) .
-
- الحافظ الهيثمى : توسل بقوله " بمحمد وآله " . مجمع الزوائد ( 9 / 420 ) .
-
- الحافظ عبد الحق الأشبيلى : فى كتابه العاقبة فى علم التذكير " ويسكن فى جوارهـم – قبــور الصالحــين – تبركــاً وتوســلاً " . فيـض القديـر للمناوى ( 1 / 230 ) .
-
- الحافظ عبد الغنى المقدسى : وقد ذكرنا ذكر الضياء المقدسى له حينما كان يتمسح بقبر الإمام أحمد لما خرج دمل فى جسده لم يجد له دواء ، وله توسل آخر .
-
- الحافظ محمد بن المنكدر : كان يضـع خـده على قبر النبى صلى الله عليه وسلم ، " قال استعين بقبر النبى " – وسبق ذكره فى الكتاب من رواية ابن عساكر ، وعده الذهبى فى السير من مناقبه .
-
- الحافظ محمد بن موسى التلمسانى : صاحب كتاب مصباح الظلام فى المستغيثين بخير الأنام – كشف الظنون ( 2 / 1706 ( . 0
-
- المحدث محمد مرتضى الزبيدى : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد وآله "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( ص : 9 ( . 0
-
- الحافظ ابن ماكولا : قال على قبر أحد الصالحين " قبره يتبرك به قد زرته "
– الإكمال ( 1 / 267 ) . 0
-
- الحافظ ابن نقطة : ذكر أحد الصالحين وقال : " قبره بالقرافة يتبرك به ".
– التقييد ( 1 / 370 ). 0
-
- الحافظ الذهبى ذكر أحد الصالحين وقال : " وكـان ورعـاً تقـياً محتشماً يتبرك بقبره " – سير أعلام النبلاء ( 18 / 101 ) . 0 0

-------------------

ثانيا : البركة والتبرك
========

البركة والتبرك في القران الكريم
-----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ )) [آل عمران :96 [.

بسم الله الرحمن الرحيم
(( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ )) [هود :73].

بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ))[الدخان :3
[

بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِى بَارَكْنَا فِيهَا)) [الأعراف :137].

بسم الله الرحمن الرحيم
(( سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء :1].

بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )) [الأنبياء :71].


بسم الله الرحمن الرحيم
(( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ )) [هود [ 48 : 0
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًا )) [مريم :31].

بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) [الأعراف : 96[ 0

بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ )) [الأنبياء :50].

بسم الله الرحمن الرحيم
(( فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تعْقِلُونَ )) [النور :61
[ 0

ويستحب للمؤمن أن يلتمس بركة هذه الجهات التي ثبتت بركتها من عند الله سبحانه وتعالى، فيستحب للمؤمن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره وال بيته والصالحين ، وقد ثبت ذلك التبرك من صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرته الشريفة، ولم ينكر عليهم بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم إجابته بالتبريك لهم وعليهم .

التبرك لغة : طلب البركة, والبركة هي : النماء والزيادة. وتبركت به تيمنت به. قال الراغب الأصفهاني : البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء. قال ابن منظور : « البَرَكة النَّماء والزيادة، والتَّبْريك الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة.


البركة والتبرك في السنة المطهرة
-------------------------------

أخرج البخاري بسنده عن عروة عن الِمسْوَر وغيره يُصَدِّق كل واحد منهما صاحبه: «وإذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وضوئه» (رواه البخاري في صحيحه 1/81 )
وفي حديث صلح الحديبية في البخاري من حديث المِسْوَر بن مخرمة، بعد رجوع عروة بن مسعود إلى قريش : « فرجع عروة إلى أصحابه، فقال : أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيمًا له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها »( أخرجه البخاري في صحيحه 1/147 واللفظ له، ومسلم في صحيحه 1/360. )

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان : « يؤتى بالصبيان فيُبَرِّك عليهم ويُحَنِّكهم » (رواه مسلم في صحيحه 1/237 طـ الحلبي )

وعن أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما : « أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة. قالت : فخرجت وأنا مُتِم، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنّكه بالتمرة، ثم دعا له وبَرَّك عليه، وكان أول مولود وُلد في الإسلام » ( أخرجه البخاري في صحيحه 3/1422، ومسلم في صحيحه 3/1691 واللفظ له. )
وكانت أسماء بنت أبي بكر تقول للحجاج : « أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم فدفع دمه إلى ابني - تقصد عبد الله بن الزبير- فشربه فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره فقال : ما صنعت ؟ قال : كرهت أن أصب دمك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تمسك النار ومسح على رأسه » ( أخرجه الحاكم في المستدرك 3/638، والدارقطني في سننه 1/228 واللفظ له، وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى الخصائص الكبرى 1/171، وأبونعيم في حلية الأولياء 1/330 . )

عن عُميرة بنت مسعود رضي الله عنها : « أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها يبايعنه وهن خمس فوجدنه وهو يأكل قديدًا فمضغ لهن قديدة ثم ناولنى القديدة فمضغتها كل واحدة منهن قطعة فلقين الله وما وجدن لأفواهن خلوف » 0 ( رواه الطبراني في الكبير 24/341، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/70. )

هذا ما يخص التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، وأما التبرك بآثار الصالحين، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تبرك بآثار أيدي المسلمين،

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « قيل : يا رسول الله، الوضوء من جر مجمر أحب إليك أم من المطاهر ؟ قال : «لا بل من المطاهر إن دين الله الحنيفية السمحة » ، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه أو قال : فيشرب يرجو بركة أيدي المسلمين» 0 (رواه الطبراني في الأوسط 2/305، وفي الكبير 11/168، والبيهقي في شعب الإيمان 6/309، وأبو نعيم في حلية الأولياء 8/203 ) 0

قال الإمام النووي رحمه الله–عقب حديث الاستشفاء بجُبة رسول الله صلى الله عليه وسلم- : « وفى هذا الحديث دليل على استحباب التبرك بآثار الصالحين وثيابهم»وفى هذا الحديث دليل على استحباب التبرك بآثار الصالحين وثيابهم » 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 14/44 )
وقال عليه رحمة الله : «قوله (فخرج بلال بوضوء فمن نائل بعد ذلك وناضح تبركًا بآثاره صلى الله عليه وسلم، وقد جاء مبيناً في الحديث الآخر: فرأيت الناس يأخذون من فضل وضوئه،ففيه التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم» 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 14/44 ) 0
وقال كذلك الإمام النووي : « وفي هذا الحديث فوائد: « منها تحنيك المولود عندولادته وهو سنة بالإجماع كما سبق. ومنها أن يُحَنّكه صالح من رجل أو امرأة. ومنها التبرك بآثار الصالحين وريقهم وكل شيء منهم » 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 14/124 . )
وقال رحمه الله : «أما أحكام الباب ففيه استحباب تحنيك المولود،وفيه التبرك بأهل الصلاح والفضل،وفيه استحباب حمل الأطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم، وسواء في هذاالاستحباب المولود في حال ولادته وبعدها » 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 14/194 . )

وقال في باب قربه صلى الله عليه وسلم من الناس وتبركهم به وتواضعه لهم :
«وفيه التبرك بآثار الصالحين وبيان ما كانت الصحابة عليه من التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم وتبركهم بإدخال يده الكريمة في الآنية وتبركهم بشعره الكريم وإكرامهم إياه أن يقع شيء منه إلا في يد رجل سبق إليه » 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 15/82 . )
قال ابن حجر - عقب حديث صلاته صلى الله عليه وسلم لعتبان ابن مالك في بيته ليتخذ هذا الموضع مصلى له- : « وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو وطئها، ويستفاد منه أن من دعي من الصالحين ليتبرك به انه يجيب إذا أمن الفتنة » 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 4/219. )

قال الحافظ عقب حديث الرجل الذي طلب البردة من النبي صلى الله عليه وسلم ولامه أصحابه على ذلك : « وفيه جواز استحسان الإنسان ما يراه على غيره من الملابس وغيرها إما ليعرفه قدرها وأما ليعرض له بطلبه منه حيث يسوغ له ذلك، وفيه مشروعية الإنكار عند مخالفة الأدب ظاهرا وإن لم يبلغ المنكر درجة التحريم،وفيه التبرك بآثار الصالحين » 0 (فتح الباري 3/144)
وقال رحمه الله : « قيل : الحكمة في تأخير الإزار معه إلى أن يفرغ من الغسل ولم يناولهن إياه أولا ليكون قريب العهد من جسده الكريم، حتى لا يكون بين انتقاله من جسده إلى جسدها فاصل،وهو أصل في التبرك بآثارالصالحين وفيه جواز تكفين المرأة في ثوب الرجل، وسيأتي الكلام عليه في بابمفرد» 0 (فتح الباري 3/129 .)
وقال الحافظ رحمه الله في حديث اللديغ : « وفي الحديث التبرك بالرجل الصالح وسائر أعضائه وخصوصا اليد اليمنى » 0 (فتح الباري 10/198 . )
وقال في حديث آخر : « وفيه استعمال آثار الصالحين ولباس ملابسهم على جهة التبرك والتيمن بها » 0 (فتح الباري 10/198 . )

وقد بَوَبَ الحافظ ابن حبان في صحيحه بابا بعنوان : « باب ذِكْرُ ما يُستحبُّ للمِرءالتَّبركُ بالصالحينَ وأشباهِهم » وأورد تحته حديث : أخبرنا أحمدُ بنُ علي بن المثنى ، قال: حَدَّثنا أبو كريبٍ ، قال: حدثنا أبو أسامة ، عن بُرَيْد بن عبد الله ، عن أبي بُردة عن أبي موسى قال : كنتُ عِنْدَ رسولِ اللَّهِ ، نَازِلًا بِالجِعْرانَةِ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَمَعَهُ بِلال، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ، رَجُلٌ أَعْرَابيٌّ، فَقَالَ: أَلَا تُنْجِزُ لي يَا مُحَمَّدُ مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول ُاللَّه : « أَبشِر ْ». فَقَالَ لَهُ الأعْرَابِيُّ: لَقَدْ أَكثَرْتَ عَلَيَّ مِنَ البُشْرَى، قال: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، عَلَى أبي مُوسَى وَبِلالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ، فَقَالَ: « إنَّ هذا قَدْ رَدَّ الْبُشْرَى، فَاقْبَلَا أَنْتُما ». فَقَالا: قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قال: فَدَعَا رسولُ اللَّهِ ، بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ ثُمَّ قال لَهُمَا ( اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغا عَلَى وُجُوهِكُمَا أَوْ نُحُورِكُمَا ). فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلا مَا أَمَرَهُما بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ،فَنَادَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ مِن وَرَاءِ السِّتْرِ، أَنْ أَفْضِلا لأمِّكُمَا في إنَائِكُمَا، فَأَفْضَلا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً » 0 (صحيح ابن حبان 2/317 .)

مما يشير إلى أنهم كانوا يستدلون بأحاديث التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم على جواز التبرك بالصالحين،
وقد ورد عن الإمام أحمد بن حنبل أنه تبرك بجبة يحيى بن يحيى نقل ذلك ابن مفلح، حيث قال : «قال المروذي في كتاب الورع : « سمعت أبا عبد الله ( احمد بن حنبل ) يقول قد كان يحيى بن يحيى أوصى لي بجبته فجاءني بها ابنه فقال لي فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها » 0 (الآداب الشرعية لابن مفلح 2/235.)
أما عن مسألة التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره بعد انتقاله الشريف إلى ربه، فلم يفرق المسلمون بين التبرك به صلى الله عليه وسلم وبآثاره الشريف قبل انتقاله إلى ربه، وبعد انتقاله، فثبت عن كثير من الصحابة والسلف التبرك بآثاره بعد انتقاله الشريف إلى ربه سبحانه وتعالى

- « حينما حضرت عمر بن العزيز رضي الله عنه الوفاة، دعا بشعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وأظفار من أظفاره وقال: إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني » 0 (الطبقات: 5/406، ترجمة عمر بن عبدالعزيز. )

عن سهل رضي الله عنه في حديث المرأة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله منك وهي لا تعرفه وفيه: « .. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال : اسقنا –لسهل- قال : فأخرجت لهم هذا القَدَح، فأسقيتهم فيه. قال أبو حازم : فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا فيه. قال : ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز فوهبه له » 0 (رواه الترمذي في سننه 4/306، وابن ماجه في سننه 2/1132.)

قال النووي عقب هذا الحديث : « هذا فيه التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وما مسه أو لبسه أو كان منه فيه سبب، وهذا نحو ما أجمعوا عليه وأطبق السلف والخلف عليه من التبرك بالصلاة في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الروضة الكريمة، ودخول الغار الذي دخله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. من هذا إعطاؤه صلى الله عليه وسلم أبا طلحة شعره ليقسمه بين الناس، وإعطاؤه صلى الله عليه وسلم حقوة لتكفن فيه بنته رضي الله عنها، وجعله الجريدتين على القبرين، وجمعت بنت ملحان عرقه صلى الله عليه وسلم، وتمسحوا بوضوئه صلى الله عليه وسلم، ودلكوا وجوههم بنخامته صلى الله عليه وسلم، وأشباه هذه كثيرة مشهورة في الصحيح، وكل ذلك واضح لا شك فيه» 0 (شرح النووي على صحيح مسلم 13/178 -179 ط دار إحياء التراث العربي.)

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : « أنها أخرجت إلى جُبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها » 0 (رواه مسلم في صحيحه 3/1641. )

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : « جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقال سهل للقوم : أتدرون ما البردة ؟ فقال القوم هي شملة. فقال سهل : هي شملة منسوجة فيها حاشيتها. فقالت : يا رسول الله أكسوك هذه فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال : يا رسول الله، ما أحسن هذه، فاكسنيها. فقال : نعم. فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه، قالوا : ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، فقال : رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها » 0 (أخرجه البخاري في صحيحه 5/2245.) وهو لا يعلم إذا كان موته قبل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، ولم ينكر عليه الصحابة الكرام.

قال الإمام الذهبي : « وقد كان ثابت البناني رضي الله عنه إذا رأى أنس بن مالك رضي الله عنه أخذ يده فقبلها ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنقول نحن إذ فاتنا ذلك : حجر معظم بمنزله يمين الله في الأرض مسته شفتا رآه صلى الله عليه وسلم لاثما له، فإذا فاتك الحج، وتلقيت الوفد، فالتزم الحاج، وقبل فمه، وقل : فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه وسلم » (سير أعلام النبلاء 4/43.)


.وقد « سئل الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأسًا »، رواه عنه ولده عبد الله بن أحمد.

وقد عمل الصحابة بالتبرك بالرسول الكريم لأنهم عاينوه حيا، وتملوا به، وقبلوا يده، وكادوا يقتتلون على وضوءه، واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر، وكان إذا تختم لا تكاد تخامته تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه، ونحن فلما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل »


مما ذكر من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والنقل عن الأئمة الأعلام من أئمة أهل السنة والجماعة، يتأكد لنا جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، ولا فرق في ذلك بين حياته وانتقاله لربه، وكذلك جواز التبرك بآثار الصالحين لا فرق في ذلك بين حياتهم ومماتهم 0

--------------------

ثالثا : شد الرحال لزيارة خير الانام والصالحين
============

بسم الله الرحمن الرحيم
((((( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )))))
( سورة النساء : اية – 64 )
==========
مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام

اعلم رحمك الله ان زيارة قبر نبينا صّلى الله عليه و سّلم مشروعة مطلوبة
بالكتاب و السنة و اجماع الامة اما الكتاب فقوله تعالى " وََلوْ َانَّهُمْ اِ ذ َ ظَلمُوا َانْفُسَهُمْ جَآؤُكَ فَاسْتَغَْفرُوا اللهَ وَاسْتَغَْفرَ َلهُمُ الرَّسُوُل َلوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " *النساء : ٦٤
دلت الآية على حث الامة على اﻟﻤﺠئ اليه صّلى الله عليه و سّلم و الاستغفار عنده واستغفاره لهم و هذا لا ينقطع بموته و دلت ايضًا على تعليق وجداﻧﻬم الله توّابا رحيما بمجيئهم و استغفارهم و استغفار الرسول لهم فاما استغفاره صّلى الله عليه و سّلم فهو حاصل لجميع المؤمنين بنص قوله تعالى (وَاسْتَغْفِرْ لِذنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمؤْمِنَاتِ* محمد: ١٩ )
و صح في صحيح مسلم ان بعض الصحابة فهم من الآية ذلك المعنى الذي دلت عليه هذه الآية فاذا وجد مجيئهم و استغفارهم فقد تكملت الامور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى و رحمته و سيأتي في الاحاديث الآتية ما يدل على ان استغفاره صّلى الله عليه و سّلم لا يتقيد بحال حياته و قد علم من كمال شفقته صّلى الله عليه و سّلم انه لا يترك ذلك لمن جاءه مستغفرًا ربه سبحانه و تعالى و الآية الكريمة و إن وردت في قوم معينين في حال الحياة تعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في حال الحياة و بعد الممات و لذلك فهم العلماء منها العموم للجائين و استحبوا لمن اتى قبره صّلى الله عليه و سّلم ان يقرأها مستغفرًا الله تعالى و استحبوها للزائر و رأوها من آدابه التي يسنّ له فعلها و ذكرها المصنفون في المناسك من اهل المذاهب الاربعة و دلت الآية ايضًا على انه لا فرق في الجائي بين ان يكون مجيئه بسفر او غير سفر لوقوع جاؤك في حيز الشرط الدال على العموم قد قال تعالى ( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا اَِلى اللهِ وَرَسُولِهِ ُثمَّ يُدْرِكهُ اْلمَوْتُ َفَقدْ وََقعْ َاجْرُهُ عََلى اللهِ * النساء: ١٠٠ )

و لا شك عند من له ادنى مسكة من ذوق العلم ان من خرج لزيارة رسول الله صّلى الله عليه و سّلم يصدق عليه انه خرج مهاجرا الى الله و رسوله لما يأتي من الاحاديث الدالة على ان زيارته صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته كزيارته في حياته و زيارته في حيا ته داخلة في الآية الكريمة قطعا فكذا بعد وفاته بنص الاحاديث الشريفة الآتية و اما السنة فما يأتي من الاحاديث و اما القياس فقد جاء ايضًا في السنة الصحيحة المتفق عليها الامر بزيارة القبور فقبر نبينا صّلى الله عليه و سّلم منها أولى و أحرى و أحق و أعلى بل لا نسبة بينه و بين غيره
و ايضًا فقد ثبت انه صّلى الله عليه و سّلم زار اهل البقيع و شهداء احد فقبره الشريف أولى لما له من الحق و وجوب التعظيم وليست زيارته صّلى الله عليه و سّلم الا لتعظيمه و التبرك به و لينال الزائر عظيم الرحمة و البركة بصلاته و سلامه عليه صّلى الله عليه و سّلم عند قبره الشريف بحضرة الملائكة الحاّفين به صّلى الله عليه و سّلم0
و أما اجماع المسلمين فقد قال العلامة ابن حجر في ( الجوهر المنظم في زيارة قبر النبي المكرم ) صّلى الله عليه و سّلم قد نقل جماعة من الائمة حملة الشرع الشريف الذين عليهم المدار و المعول الاجماع و انما الخلاف بينهم في اﻧﻬا واجبة او مندوبة

فمن خالف في مشروعية الزيارة فقد خرق الاجماع

و احتج القائلون بوجوب الزيارة بقوله صّلى الله عليه و سّلم “
] من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني ] ” رواه ابن عدي بسند يحتج به قال و جفاؤه صّلى الله عليه و سّلم حرام فعدم زيارته المتضمن لجفائه حرام

فاكثر العلماء من الخلف و السلف على ندﺑﻬا دون وجو ﺑﻬا و على كل من القولين فالزيارة و مقدّماﺗﻬا من نحو السفر من اهم القربات و انجح المساعي و يدل لذلك احاديث كثيرة صحيحة صريحة لا يشك فيها الا من انطمس نور بصيرته منها

قوله صّلى الله عليه و سّلم "من زار قبري وجبت له شفاعتي " و في رواية " حلت له شفاعتي " رواه الدار قطني و كثير من ائمة الحديث

و قد اطال الامام السبكي في كتابه المسمى (شفاء السقام في زيارة قبر خير الانام) في بيان طرق هذا الحديث و بيان من صححه من الائمة ثم ذكر روايات في احاديث الزيارة كلها تؤيد هذا الحديث

منها رواية "من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي"

و في رواية "من جاءني زائرا لا ﺗﻬمه حاجة الا زيارتي كان حقا عليّ ان اكون له شفيعا يوم القيامة"

و في رواية " من جاءني زائرا كان له حق على الله عز و جل ان اكون له شفيعا يوم القيامة"

و في رواية لابي يعلى و الدار قطني و الطبراني و البيهقي و ابن عساكر " من حج فزار قبري" و في رواية " فزارني بعد وفاتي عند قبري كان كمن زارني في حياتي "

و في رواية " من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي "

و في رواية " من زارني الى المدينة كنت له شفيعا و شهيدا و من مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة " رواه ﺑﻬذه الزيادة أبو داود الطيالسي
- وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بما ورد في صحيح السنة المطهرة انه زار اهل البقيع من الصحابة واهل البيت والصالحين 0

- - وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بما جاء في السنة المطهرة انه زار قبر أبيه وأمه فمن السنة الاقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم 0

- وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بما اخبرت عنه كتب الصحاح انه زار قبر زوجتة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها 0

- وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بما ورد في صحيح السنة المطهرة انه زار شهداء أحد وأخبرنا أنهم احياءا وقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بزيارتهم 0

ثم ذكر احاديث كثيرة كلها تدل على مشروعية الزيارة لا حاجة لنا الى الاطالة بذكرها فتلك الاحاديث كلها مع ما ذكرناه صريحة في ندب بل تأكد زيارته صّلى الله عليه و سّلم حيا و ميتا للذكر و الانثى و كذا زيارة بقية الانبياء و الصالحين و الشهداء و الزيارة شاملة للسفر لاﻧﻬا تستدعي الانتقال من مكان الزائر الى مكان المزور كلفظ اﻟﻤﺠئ الذي نصت عليه الآية الكريمة و إذا كانت كل زيارة قربة كان كل سفر اليها قربة و قد صح خروجه صّلى الله عليه و سّلم لزيارة قبور اصحابه بالبقيع و باحد وزيارة والديه وزيارة زوجته السيدة خديجة وزيارة خادمة المسجد والصلاة على قبرها بعد دفنها فإذا ثبت ثبت مشروعية الانتقال لزيارة قبر غيره صّلى الله عليه و سّلم فقبره الشريف أولى و احرى 0
====

رابعا : الاستغاثة والنداء

========

مشروعية الاستغاثة والنداء على رسول الله
==========

أخْرجَ أحمد في المسند بإسناد حسن كَما قَالَ الحافظ ابن حجر أنَّ الحارث بن حسان البكري، قَالَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَعوذ بالله ورسوله أَن أَكون كوافد عاد " ، الحديث بطُولِهِ دليل يبطل قول المانعين الاستعاذة برسول الله .

أخرج البيهقى فى" الدلائل"من رواية مسلم الملائى عن أنس قال "جاء رجل أعرابى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صبى يغط. ثم أنشده شعرا يقول فيه: وليس لنـا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فقال " اللهم اسقنا " الحديث وفيه"ثم قال صلى الله عليه وسلم: لو كان أبو طالب حيا لقرت عيناه. من ينشدنا قوله؟ فقام على بن ابي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، كأنك أردت قوله"وأبيض يستسقى الغمام بوجهه"الأبيات، 0 فهذا الاعرابي جاء يستغيث برسول الله ولم ينهاه الرسول الكريم عن الاستغاثة به بل أقر فعله وقد دعا له رسول الله ( فتح الباري في شرح البخاري باب الجمعة )

وروى ابن أبى شيبة بإسناد صحيح من رواية أبى صالح السمان عن مالك الدار - وكان خازن عمر - قال"أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا "، فأتى الرجل فى المنام فقيل له: ائت عمر" الحديث. وقد روى سيف فى الفتوح أن الذى رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزنى أحد الصحابة، ورواه الطبراني مطولا ففيه النداء والاستغاثة برسول بعد انتقاله الى جوار ربه 0

الاحاديث التي ورد فيها النداء للاموات و الجمادات كثيرة منها :

حديث الاعمى الذي تقدمت روايته عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه فان فيه " يا محمد اني اتوجه بك الى ربك "

و تقدم ان الصحابة رضي الله عنهم استعملوا ذلك الدعاء بعد وفاته صّلى الله عليه و سّلم و حديث بلال بن الحرث المتقدم ايضا فان فيه انه جاء الى قبر النبي صّلى الله عليه و سّلم و قال " يا رسول الله استسق لامتك " ففيه النداء بعد وفاته صّلى الله عليه و سّلم و الخطاب بالطلب منه ان يستسقي لامته ومن ذلك الاحاديث الواردة في زيارة القبور فان في كثير منها النداء و الخطاب كقوله " السلام عليكم يا اهل القبور السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين و انا ان شاء الله بكم لاحقون " ففيها نداء و خطاب و هى احاديث كثيرة لا حاجة الى الاطالة بذكرها

و تقدم ان السلف و الخلف من اهل المذاهب الاربعة استحبوا للزائر ان يقول تجاه القبر الشريف

" يا رسول الله اني جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك الى ربي " و قد جاءت صورة النداء ايضا في التشهد الذي يقرؤه الانسان في كل صلاة حيث يقول " السلام عليك ايها النبي و رحمة الله و بركاته " 0

و صح عن بلال بن الحرث رضي الله عنه انه ذبح شاة عام القحط المسمى عام الرمادة فوجدها هزيلة فصار يقول " وا محمداه وامحمداه " و صح ايضا ان اصحاب النبي صّلى الله عليه و سّلم لما قاتلوا مسيلمة الكذاب كان شعارهم " وا محمداه وا محمداه " ففيه النداء على رسول الله بعد انتقاله للرفيق الاعلى 0

و في الشفاء للقاضي عياض : ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خدرت رجله مرة فقيل له اذكر احب الناس اليك فقال " وا محمداه " فانطلقت رجله

و جاء الخطاب و النداء للجمادات في احاديث كثيرة منها :

انه صّلى الله عليه و سّلم كان اذا نزل ارضا " قال يا ارض ربي و ربك الله " فهذا نداء و خطاب لجماد و لا كفر و لا اشراك فيه اذ ليس فيه اعتقاد الوهية و استحقاق عبادة و لا اعتقاد تأثير لغير الله تعالى 0

و قد ذكر الفقهاء في آداب السفر ان المسافر إذا انفلتت دابته بارض ليس ﺑﻬا انيس فليقل " يا عباد الله احبسوا " و إذا اضل شيئًا او اراد عونا فليقل " يا عباد الله اعينوني او اغيثوني " فان لله عبادا لا نراهم 0

و استدل الفقهاء على ذلك بما رواه ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صّلى الله عليه و سّلم " إذا انفلتت دابة احدكم بارض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا فان لله عبادا يجيبونه " ففيه نداء و طلب نفع من عباد الله الذين لم يشاهدهم 0

وفي حديث آخر رواه الطبراني انه صّلى الله عليه و سّلم قال " إذا اضل احدكم شيئا او اراد عونا و هو بارض ليس فيها انيس فليقل يا عباد الله اعينوني" و في رواية" اغيثوني فان لله عبادا لا تروﻧﻬم " قال العلامة ابن حجر في حاشيته على ايضاح المناسك و هو مجرب كما قاله الراوي للحديث المذكور

و روى أبو داود و غيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صّلى الله عليه و سّلم إذا سافر فاقبل الليل قال " يا ارض ربي و ربك الله اعوذ بالله من شرك و شر ما فيك و شر ما خلق فيك و شر ما يدب عليك اعوذ بالله من اسد و اسود و من الحية و العقرب و من شر سا كن البلد و والد و ما ولد " و ذكر الفقهاء انه يسنّ للمسافر الاتيان ﺑﻬذا الدعاء عند اقبال الليل و فيه النداء و الخطاب للجماد 0

و روى الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما و الدارمي عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه انه صّلى الله عليه و سّلم كان إذا رأى الهلال قال " ربي و ربك الله " ففيه خطاب للجماد 0

نداء الصحابة على الرسول الكريم بعد انتقاله للرفيق الاعلى

======================

صح انه لما توفي صّلى الله عليه و سّلم اقبل سيدنا أبو بكرالصديق رضي الله عنه حين بلغه الخبر فدخل على رسول الله صّلى الله عليه و سّلم فكشف عن وجهه ثم اكب عليه فقبله ثم بكى و قال بابي و امي طبت حيا و ميتا اذكرنا يا محمد عند ربك و لنكن من بالك و في رواية للامام أحمد فقبل جبهته ثم قال وا نبياه ثم قبلها ثانيا و قال وا صفياه ثم قبلها ثالثا و قال وا خليلاه 0

ففي ذلك نداء و خطاب له صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته .


و لما تحقق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفاته صّلى الله عليه و سّلم بقول أبي بكر رضي الله عنه قال و هو يبكي بابي انت و امي يا رسول الله لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه فلما كثروا و اتخذت منبرا لتسمعهم حنّ الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه لسكن فامتك اولى بالحنين عليك حين فارقتهم بابي انت و امي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند ربك ان جعل طاعتك طاعته فقال من يطع الرسول فقد اطاع الله تعالى بابي انت وامي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده ان بعثك آخر الانبياء و ذكرك في اولهم فقال (وَاِذْ َاخَْذنَا مِنَ النَّبِيِّنَ مِيثَاَقهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَاِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى *الاحزاب: ٧) بابي انت و امي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده ان اهل النار يودون ان يكونوا اطاعوك و هم بين اطباقها يعذبون يقولون يا ليتنا اطعنا الله و اطعنا الرسولا باببي انت و امي يا رسول الله لقد اتبعك في قصر عمرك مالم يتبع نوحا في كبر سنه و طول عمره فانظر الى هذه الالفاظ التي نطق ﺑﻬا الفاروق عمر رضي الله عنه فقد تعدد فيها النداء له صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته.
و قد رواها كثير من ائمة الحديث

و ذكرها القاضي عياض في الشفاء

والقسطلاني في المواهب

و الغزالي في الاحياء

و ابن الحاج في المدخل

فيبطل ﺑﻬا و بغيرها من الادلة قول المانعين للنداء مطلقا

وروى البخاري عن انس رضي الله عنه ان فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صّلى الله عليه و سّلم قالت " لما توفي رسول الله صّلى الله عليه و سّلم يا ابتاه اجاب ربا دعاه يا ابتاه جنة الفردوس مأواه يا ابتاه الى جبريل ننعاه " و في رواية الى جبريل نعاه و النعى هو الاخبار بالموت ففي هذا الحديث ايضا نداؤه صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته .


و رثته عمته صفية بمراث كثيرة قالت في مطلع قصيدة منها.
الا يا رسول الله كنت رجاءنا .... وكنت بنا برًّا ولم تك جافيا
ففي هذا البيت ايضا نداؤه صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته و لم ينكر عليها احد من الصحابة مع حضورهم و سماعهم له.


و مما جاء من النداء للميت التلقين له بعد الدفن و قد ذكره كثير من الفقهاء و استندوا في ذلك الى حديث الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه و اعتضد بشواهد كثيرة و صورته ان يقول للميت عند قبره بعد دفنه يا عبد الله ابن امة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله و ان الجنة حق و ان النار حق و ان الساعة آتية لا ريب فيها و ان الله يبعث من في القبور قل رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صّلى الله عليه و سّلم نبيا و بالكعبة قبلة و بالمسلمين اخوانا ربي الله لا اله الا هو رب العرش العظيم ففي التلقين الخطاب و النداء للميت فكيف يمنعون النداء مطلقا.


و من النداء للميت ما جاء في الحديث المشهور حيث نادى النبي صّلى الله عليه و سّلم كفار قريش المقتولين يوم بدر بعد القائهم في القليب رواه البخاري و اصحاب السنن

و ذكروا ان النبي صّلى الله عليه و سّلم جعل يناديهم باسمائهم و اسماء آبائهم و يقول ايسركم انكم اطعتم الله و رسوله فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا

و اما ما جاء من الآثار عن الائمة الاحبار و العلماء الاخيار و الاولياء الكبار مما يدل على جواز ذلك النداء و الخطاب فشئ كثير تنقضي دون نقله الاعمار و مضى على ذلك القرون و الاعصار و لا وقع منهم انكار فكيف يجوز الاقدام على تكفير المسلمين بشئ قام ثبوته بالبراهين و في الحديث الصحيح " من قال لاخيه المسلم يا كافر فقد باء ﺑﻬا احدهما ان كان كما قال و الا رجعت عليه"
قال العلماء ترك قتل الف كافر اولى من اراقة دم امرئ مسلم فيجب الاحتياط في ذلك فلا يحكم على احد من اهل القبلة بالكفر الا بامر واضح قاطع للاسلام .
--------------
وصلى الله على مولانا سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
--------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق